الخميس، 16 سبتمبر 2010

رشفة قهوة




و
أنا أرتشف من ذاك الكوب تلك القهوة التركية اللذيذة التي أحضرها حسب مزاجي
لتكون اليوم
سكر زيادة ليأخذني أبعد قليلاً من قوقعتي ..
سرحت بتفكيري قليلا حيث راودتني أفكاراً واقعة من حولي ..
وبدأت أتساءل ..
!!

نملك قناعات مختلفة من مايدور حولنا ومن من يعيشون حولنا ومعنا نراهم كيف يتصرفون في مواقف
معينة
وكيف يتجاوبون لمواقف معينة أيضاً .. منذ نعومة أظافرنا إلى يومنا هذا ..


.
.

فأجد أشخاصاً من حولي اتخذوا طريقة واحدة لحياتهم فأكملوها ولم يفكروا قليلاً بالتغيير ، لقناعتهم بأن طريقة حياتهم تلك هي الأفضل ..

وأجد ممن مشى على خطى والديه فأتخذ حياته الجديدة تطبيقاً لما كان يعامل به في صغره فيعامل أطفاله كما عامله والداه ولا أثني هنا على المعاملة بل استنكرها فهو يعاملهم بالضرب والتربية بالصوت العالي فعندما تسأله : لماذا تظلم الأبناء بالمعاملة ليكون جوابه : "هذا اللي تربينا عليه !!"

ليصبح لدى البعض صعوبة في تقبل حكمة واقعية :
" لنتعلم قليلاً ليس فقط من أخطاءنا بل من أخطاء غيرنا"
حتى وإن كنا نعتبرهم مثاليين .. فليس هناك من لايخطئ على وجه الأرض ..

وأخرى لا تمتلك أي أهداف فتعيش للساعة فقط ، قد تكون محقة ولكن عندما تعيش للساعة فينحصر تفكيرك في تفاهات لا ولن تفيدك في حياتك بل لن تضيف أي شيئ جديد لمسيرتك في الحياة أو لذكرك في الحياة تكون قد اخطأت كثيراً ، لأنك لم تفكر بالساعة التالية .. فقد تنتهي حياتك وأنت مجرد شخص تافه ..

قد لايكون من الضروري أن تعيش لهدف لكنه من الضروري والواقعي أن تكون أنت قد خُلقت لهدف ..

وأخرى أيضاً تتحدث بمنطق عجيب قد تشعرك بالخجل من حديثها العقلاني ، لتكتشف أنها مجرد لعبة أمامك تتحدث فقط إذا شحنت بطاريتها أما إن اقتلعتها تقتلع العقلانية معها .. فهي مجرد ( مودل ) تتحدث باسم العقل ولكن عقلانيتها مجرد (سخف حقيقي) اختبأ ولا يظهر إلا وقت ( الكشخة ) ..


من يتحدث أمامك بلطف ، وبعد دقيقة واحدة من إدارة ظهرك له
( لا يعرفك ) ..


احاذر كثيراً من التعامل مع الاشخاص الذين ( يمدحونك ) كثيراً ويغرقونك
( بالكلام المعسول ) ولا ينتقدوك أبداً ،
لأنهم في الحقيقة هم أول من سيغرقونك أيضاً ( بالنفاق ) ..


إنني على يقين بأننا كلنا نمتلك قناعات ولكن البعض منا قد لايعمل بها أحياناً ، هناك من وجهة نظري قناعات خفية وقناعات ظاهرة ، لكن المشكلة التي استغربها حقا تكمن في أن البعض يعمل بالقناعات الخفية وهي القناعات التي تتسمى باسم قناعة ( وهي مجرد أقنعة ) تتمثل فيعمل بها الشخص بالخفاء.

أملك قناعات متعددة في الحياة ففي تعاملاتي مع الأشخاص الجدد في حياتي فأنا ابدأ اللقاء بابتسامة دائماً، وقد يبدأه الطرف الآخر بثقل وصلابة في الحديث وحتى الابتسامة قد لا تميزها بين ملامحه ..

في تربيتي لأطفالي أحاول أن لا أكرر أخطاء الآخرين في التربية فكثيراً ماسمعت ( لاتدلليهم ، اقسي عليهم ، كوني حادة ، لا تشتري لهم كل مايريدون ، لا و لا و لا و لا ...... )
فأدللهم دلال يستحقونه ، وأقسو عليهم قسوة الأم الحنون ، وأحتد معهم بحب ، وأوفر كل مايريدونه حسب استطاعتي وأنصت إليهم حين يتحدثون ، وأجاملهم حسب تفكيرهم ... و و و ....
وأعلمهم قناعاتي أنا ..
فليس كل مايقوله الآخرون .. يطبقونه في الواقع ، ولكن كل منهم يريد أن يستعرض عضلاته في خبرته في التربية حتى وإن كانت واهية ..

في صداقاتي أثق تماما بأن الصداقة الحقيقية لا تتعدى الرقم ( 2) فإن أمتلكتها كأنني أمتلكت صداقات العالم أجمع ففي حياتي حققت الرقم فسعدت ..
ببساطة لأنني لاأهتم للامور الصغيرة التي قد تدمر معنى الصداقة إلى الأبد ..

حلم صغير عند الآخرين لا يعني أن نهزأ به ، فما يعتبره الآخرون حلماً قد نكون عشناه حقاً وفقدوه هم ..

الاعتذار لا أعلم لماذا قد يعتبره الآخرون ضعفا ، بل هو قوة في الأخلاق والرقي ، اعتذر لمن اسأت لأنني بكل بساطة أنا من أخطأت ..

أحب التجربة ، ولكنني لا أغامر بالمخاطرة ، إلا إن كنت على يقين بأنني سأحقق شيئاً يسعد ذاتي أولاً .. ويضيف إلى رصيدي في النجاح ..

لدي قناعة عظيمة في أن أفكر بالحديث قبل أن أتحدث به لأن الكلمة قد تجرح أحياناً ، ولكنني للأسف اخطأت الحديث مرات معدودة فأصبحت أتجنب أن اخطأ فأَجرح دون أن أقصد ..

أتفاءل .. فالتفاؤل في نظري لون لا يراه إلا من استطاع استخلاصه من دائرة الألوان ، ولكن هذا اللون يختلف عند كل شخص ، فمن يراه أسود يراه الآخر رمادي ..

قلوبنا ( ماسة ) تتلألأ عندما ينعكس عليها شعاع الشمس ، وفي كل حركة لك يتلألأ ضوء من قلبك بيدك أن تجعله ضوء حب ، أو ما عكسه ..


كثيرة هي القناعات ، فأنا أملك الكثير وأنتي تملكين الكثير ، وأنت تملك الكثير ،
فماهي قناعاتك ؟


لا أنسى أن أشكر قهوتي اللذيذة التي استدرجتني لكتابة هذا البوست :)
فشكرا يا قهوتي الــــسكر زيادة ..


هناك 8 تعليقات:

  1. بوست شامل...

    يحتاج إلى فنجان قهوة...وقطعة مفن ...
    وربما توكس في نهايته :)


    استوقفتني اكثر من عبارة واحده ...

    اولهم




    احاذر كثيراً من التعامل مع الاشخاص الذي ( يمدحونك ) كثيراً ويغرقونك
    ( بالكلام المعسول ) ولا ينتقدوك أبداً ،
    لأنهم في الحقيقة هم أول من سيغرقونك أيضاً ( بالنفاق ) ..




    هذه الجملة...هي حكمة...وكلمات من الزمن القديم..
    عشت في موقف او اكثر...

    اضافه الى طعنة الصديق...

    ومن تمد له يد العون

    باختصار بوستك كان مفيد...و((كلام كبير))



    بالنهاية...
    من يعمل وفق قناعاته..هو الأهم من كل شي آخر

    مساءك سُكر أخيتي:*

    ردحذف
  2. مساءك سكر زيادة :)

    مرورك جميل .. وحديثك أجمل
    وقناعاتك بكل تأكيد أزهى ..

    بصراحة أرغب في تناول مافن التوت البري
    لاستكشف قناعات أخرى جديدة :)
    ولكن من دون ( تويكس ) ;)

    وختامك كان مسك .. فعلاً من يعمل وفق قناعاته
    هو الأهم من كل شيء آخر ..

    دمتِ بود .. غاليتي ..
    أسعدتيني ..

    ردحذف
  3. موضوع جميل وهني وعافيه للقهوه.
    المفروض ان الانسان يتمسك بقناعاته ولكن بمرونه!
    لان مب كل شي نقتنع فيه صحيح!

    من قناعاتي التي لا تتغير ابدا:

    ١- عندما اظلم واصبر واحتسب واسكت، يأخذ الله لي حقي دون أن أطلب.
    ٢- الناس معادن، وليس لي عليهم سوا الظاهر وحسن النية.
    ٣- والديّ، فوق كل شيء في حياتي، من بعدهم تأتي الأمور الأخرى!

    ردحذف
  4. الله يهنيج ويعافيج حبيبتي :)
    Lil.D

    قناعتك الاولى رائعة جداً جداً أحييك عليها وبشدة
    ومثلها الثانية والثالثة بكل تأكيد فبر الوالدين هو طريق نجاحك في كل أمور الحياة.

    رائعة عزيزتي ومرورك أروع ..
    دمتي بحب ..

    ردحذف
  5. كن أنت بكل قناعاتك ( السوية ) ولا تتغير مهما كانت الظروف .

    كلامك حلو ويروق عالصباح .. ممتنين للقهوة ولكِ ()

    ردحذف
  6. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف